رغم الضباب الذي لف مدينة حماة مساء يوم أمس إلاّ أن ذلك لم يمنع أهالي المحافظة من الفرح بشجرة السلام التي حطت ترحالها بينهم .
يداً بيد أنيرت شجرة السلام الأكبر في الشرق الأوسط , حيث امتدت أيادي محافظ حماة الأستاذ عبد الرزاق القطيني والمطران إيليا صليبا والمطران أيسيدور بطيخة والدكتور حافظ الحمود مدير أوقاف حماة والدكتور عاطف نداف محافظ ادلب , إلى إضاءة الشجرة لتعلن ولادة الفرح الرسمي بأعياد الأضحى والميلاد ورأس السنة الميلادية .
ومع أنغام النشيد العربي السوري تم الكشف عن أكبر لوحة قماشية تحمل صورة للسيد الرئيس بالقرب من شجرة السلام على حافة قلعة المدينة .
الشجرة التي تعتبر الأكبر في الشرق الأوسط والوطن العربي يبلغ ارتفاعها / 40 / متر بزيادة سبعة أمتار عن العام الماضي حين أنيرت في حمص , وتحمل رموزاً إسلامية ومسيحية متعددة .
حفل الإنارة ابتدأ بحديث لأمين سر جمعية المعهد الموسيقي الخيري جورج شاهين عبر فيها عن اعتزازه بإكمال مسيرة الفرح لشجرة السلام باتجاه المحافظات السورية حيث انطلقت من دمشق لتصل إلى حماة مروراً بحمص .
وتم وضع الشجرة في ساحة اليخضورة وسط المدينة بالقرب من القلعة , فيما ارتفعت لوحة الرئيس على ضفة القلعة وتبلغ مساحتها / 200 / متر مربع .
من جهته أكد مدير الأوقاف الدكتور حافظ الحمود أهمية الشجرة في الإسلام ومكانتها عند المسلمين والمسيحيين ودلالتها على الاستمرار والفرح والخضرة الدائمة , مشيراً إلى أن حدث اليوم هو اللون الطبيعي من لوحة التكامل والتآلف الديني في سوريا عامة وحماة خاصة .
وتابعت عدد من القنوات الفضائية العربية الحدث ومنها قنوات الجزيرة والمنار والمصرية .
المطران إيليا صليبا لفت في كلمته إلى أن المكان الذي اختيرت له " الشجرة العملاقة المتقنة في صنعتها " إنما يعكس حقيقة المشهد في المحافظة , لافتاً لتوسط " ساحة اليخضورة لقلعة حماة بما تمثله من المدينة القديمة , وجامع أبي الفداء من جهة , وجامع الحسين , والمطرانية والكنيسة من الجهة الأخرى , حيث تنتشر العائلة الحموية الأصيلة " .
في حين أكد محافظ حماة الأستاذ غازي القطيني بكلمته " أن الأضحى والميلاد وجهان لحقيقة واحدة هي التضحية والمحبة والفداء , حيث تتعانق أبراج الكنائس مع مآذن المساجد لتزرعا شجرة المحبة والإخاء لتبق الشاهد الأبدي على التآخي في محافظة حماة " .
ويصل ارتفاع الشجرة إلى / 40 / متر استخدم فيها أكثر من عشرين مليون حبة خرز خضراء اللون , كما وصل عدد المصابيح التي أنارتها إلى أكثر من / 8000 / مصباح بما فيها مصابيح بأشكال أهلة ونجوم .
أمّا مفاجأة الحفل فكان تقديم مجموعة من الهدايا العينية للعرسان الذين شاركوا بالعرس الجماعي , وبلغ عددهم خمسين عريس وعروس .
ومع أغاني الفنان علي الديك تابع الساهرون فرحهم في المدينة حتى ساعة متأخرة من الليل .
الجدير ذكره أن تقليد شجرة الميلاد لا يرتبط بنص من العهد الجديد بل بالأعياد الرومانية وتقاليدها التي قامت المسيحية بإعطائها معانٍ جديدة فقد استخدم الرومان شجرة شرابة الراعي كجزء من زينة عيد ميلاد الشمس التي لا تقهر, ومع تحديد عيد ميلاد السيد المسيح يوم 25 كانون الأول أصبحت جزءاً من زينة الميلاد وتمّ اعتبار أوراقها ذات الشوك رمزاً لإكليل المسيح، وثمرها الأحمر رمزاً لدمه المراق .
أما استخدام الشجرة فيعود حسب بعض المراجع إلى القرن العاشر في انكلترا ، وهي مرتبطة بطقوس خاصّة بالخصوبة، حسب ما وصفها أحد الرحّالة العرب . وهذا ما حدا بالسلطات الكنسيّة إلى عدم تشجيع استخدامها
ولكن هذا التقليد ما لبث أن انتشر بأشكالٍ مختلفة في أوروبا خاصّة في القرن الخامس عشر في منطقة الألزاس في فرنسا حين اعتبرت الشجرة تذكيراً بـ " شجرة الحياة " الوارد ذكرها في سفر التكوين ، ورمزاً للحياة والنور ( ومن هنا عادة وضع الإنارة عليها ) . وقد تمّ تزيين أول الأشجار بالتفاح الأحمر والورود وأشرطة من القماش , وأول شجرةٍ ذكرت في وثيقةٍ محفوظة إلى اليوم ، كانت في ستراسبورغ سنة 1605ميلادي .
لكن أول شجرةٍ ضخمةٍ كانت تلك التي أقيمت في القصر الملكي في إنكلترا سنة 1840ميلادي في عهد الملكة فيكتوريا ، ومن بعدها انتشر بشكلٍ سريع استخدام الشجرة كجزءٍ أساسيّ من زينة الميلاد .
وسوف احاول جلب صورة لها