اعتاد واشنطن أن يأخذ ابنه الصغير معه الى مزرعته ليتعلم ركوب الخيل ولاهتمام بحقوله وخيله وقطعان الغنم .
اهتم واشنطن بغرس حديقة فواكه تضم أشجار التفاح والكمثرى والخوخ .... وإذ سمع أحد أصدقائه أهداه شجرة كريز مستوردة من وراء المحيط , وكانت من النوع الجيد . ونمت الشجرة وامتلأت بالزهور وكان واشنطن يترقب الثمار بفرح إذ هي شجرة الكريز الوحيدة !!
بعد أيام إذ كن الصغير جورج معه منشار جديد يلمع ... كان يلعب به , ينشر بعض فروع الشجر الجافة وغيرها , وإذ كان ممسكا بالمنشار كان يقطع كل ما يعبر عليه .
رأى شجرة الكريز , وإذ كان يلعب بمنشاره ضرب به ساق الشجرة الصغيرة فسقطت في الحال !!
ومع الغروب عبر واشنطن على الشجرة فرآها ساقطة . وقف مندهشا يتساءل : من الذي تجاسر وقطع هذه الشجرة ؟
سأل المزارعين ولم يجسر أحد أن يخبره بالحقيقة أن ابنه جورج فعل ذلك .
عبر جورج بوالده , فسأله بحدة وغضب : جورج ,, أتعرف من الذي قتل شجرة الكريز ؟
بدت علامات الحزن على وجه جورج وهو يقول : " أبي إني لا أستطيع أن أكذب ! أنا قتلتها بمنشاري الجديد " في حزم شديد قال واشنطن لابنه : " اذهب الآن إلى المنزل ! "
عاد جورج حزينا الى منزله وجلس في المكتبة يترقب مجيء والده وهو مر النفس , مدركا مدى حزن أبيه على شجرة الكريز .
بعد قليل دخل واشنطن الحجرة ونادى ابنه :
_ جورج تعال . أخبرني لماذا قطعت الشجرة ؟
_كنت ألعب بمنشاري الجديد ولم أكن أفكر فيما كنت أفعله .
_ الآن قد ماتت الشجرة إنها ثمينة عندي جدا . وهي شجرة الكريز الوحيدة لدي .
_ آسف يا أبي .
في حنان أبوي وضع واشنطن يده على كتف ابنه , وهو يقول :
_ إني آسف إني فقدت اليوم شجرة الكريز لكنني كسبت الكثير أيضا ..
_ وماذا كسبت ؟؟
_ أدركت أنك شجاع تنطق بالحق إني أفضل أن يكون لي ابن صادق وشجاع عن أن تكون لدي حديقة مملوءة بأفضل أنواع شجرة الكريز .
لم ينس جورج واشنطن هذه الكلمات كل أيام حياته , فسلك في حياته بروح الشجاعة والأمانة كل أيامه .
======================================================
هب لي يارب روح الصدق
أعطني الشجاعة لأنطق بالحق !
هذا هو عمل روحك القدوس ,
يا أيها الحق الذي ليس فيه باطل !!