إن الأمر لمحير حيث أن القضايا التي تهم الشباب عديدة ومتفرعة وتوجد عبر أزمنة ماضية في العصر الحديث وحيث كان الماضي والآن حاضرا فماذا نفعل لتفادي هذه القضايا مستقبلا ؟
عندما نتطرق لكلمة قضايا إذا فهناك نزاع أو خلاف في الرأي حول موضوع وهذه الكلمة بالطبع موجودة في جميع صور حياتنا اليومية فلا حصر واضح لقضايا الشباب ولكن !
هناك بعض القضايا العامة والتي تهم الجميع أو بمعنى أوضح وأدق فهي ذات تأثير فعال على المجتمع من قرب أو بعد ولهذا فإن هذه القضايا هي التي تسترعى اهتمام الجميع دائما ولعله من أشهر هذه القضايا الإدمان والمخدرات …… البطالة ….. الزواج العرفي …… البلطجة …… الإرهاب …… إلخ .
من المصطلحات التي تترد كل يوم عبر قنوات الإعلام المختلفة المرئية والمقروءة والمسموعة أو تسمع العديد من الآراء والحلول حول هذه القضايا بعيدا عن البحث العميق داخل هذه القضايا ومحاولة الحلول االجذرية التي تبدأ قبل أن تتفاقم وتتضخم القضية حتى يصعب حلها . فلو أننا نظرنا لأي شيء في هذا االوجود سنجده يولد صغيرا جدا وضعيف ثم يكبر شيئا فشيئا حتى يكتمل النمو ويقوى حتى يصبح قوة من قوى الطبيعة ولكنه عندما كان صغيرا كان من السهل السيطرة عليه لا بل يمكن القضاء عليه تماما أيضا بسهولة ودون أدنى جهد فمثلا المريض الذي يتم علاجه عند بدء ظهور المرض أو الأمراض يتم السيطرة على حالته والقضاء على ميكروب المرض ويشفى المريض في وقت قصير عن حالة متأخرة تم اكتشافها بعد أن تمكن الميكروب أو الفيروس منه فتأخذ وقت أطول في العلاج وجرعات أعلى من الأدوية وأيضا جهد وليس المرض وحده ولكن الآلات أيضا عندما يتم اكتشاف العطل البسيط يمكن صيانة الآلة سريعا عما إذا ترك العطل البسيط الذي يؤدي إلى تلف جزء فيترتب عليه جزء وهكذا إلا أن يصبح العطل البسيط عطل ضخم ويحتاج إلى كثير من الجهد والوقت والفكر وفي بعض الأحيان تموت الحالة المرضية لصعوبة الشفاء أو يتم تكهين الآلة وإحلال الجديد محل القديم وشأن المجتمع هو شأن المثالين السابقين وأهم جزء بل هو الجزء الحيوي في المجتمع كله والمحوري ألا وهو الشباب . وسنجد أنفسنا أمام شباب جزء كبير جدا منه وأخطر جزء وهو شباب المتعلمين وهو مصدر القضايا حيث أنه يعاني من سطحية الفكر والمحاولات التي تراها للوصول للهدف سريعا عبر أي طريق ولا يهم إذا كان هذا الطريق الإتجار بالمخدرات أو الإرهاب أو ………………
والقليل النادر هو الذي يحاول جاهدا تحقيق الهدف بالعمل الجاد والمثابرة إلى أن يصل إلى هدفه من أين تتأتى هذه الأشياء ؟ !
فإجابة هذا السؤال هي منبع هذه القضايا التي تهم الشباب وإذا أردنا تجفيف مجرى مائي فعلينا أن نغلق المنبع أولا ثم بعد ذلك نقوم بعملية التجفيف لما به من ماء ولهذا فلما لا يتم دراسة هذه القضايا بعمق والوصول إلى منبع كل قضية على حدة ! ومن هنا سنجد أن معظم هذه القضايا تنبع من التربية وزرع الأصول والأخلاقيات في مراحل العمر المختلفة وكما أن جميع الأنهار والمجاري المائية في العالم ذات منابع في أماكن مختلفة ومنابعها تبعد عن بعضها البعض لكن ! مصدر جميع هذه المنابع هو منبع واحد ؟ نعم واحد هو السحاب الذي يحمل الماء ثم يسقط في أماكن متعددة على شكل قطرات صغيرة وهي المطر وأيضا منبع جميع هذه القضايا هو مصدر واحد هو التربية وتنمية الفكر الثقافي الواعي داخل كل فرد إذا فكل هذه القضايا تتجمع في قضية واحدة وهي قضية التماسك الأسري والأخلاقيات التي تربط المجتمع من خلال علاقات اجتماعية صحيحة ومن هذا المنطلق فإن القضية الرئيسية والتي هي محط اهتمامنا الآن هي التربية السليمة التي تزرع داخل الإنسان منذ صغره المبادئ والأخلاقيات والفكر السليم الذي يكون بمثابة درع لهم من المخاطر التي نعاني منها ولكن هذا الحل يعتبر وقاية خير من العلاج ولن يتم تغذيته سوى من خلال الجيل الجديد ممن لم يبلغوا سن الشباب بعد …. إذا فماذا نفعل تجاه ممن هم بلغوا هذا السن بالفعل وصارت لهم القضايا التي نناقشها الآن ؟ ليس لنا بد من العلاج أي نعم فالعلاج هو الوسيلة الوحيدة تجاه المرض سواء الجسماني أو الاجتماعي وهذا العلاج يكمن في نشر الوعي الأخلاقي والثقافي عبر القنوات الإعلامية بطريقة مباشرة من خلال البرامج التي تهدف إلى ذلك وتكثيف هذه البرامج والعمل على الزيادة منها أو غير مباشرة من خلال المواد الإعلامية والثقافية من أفلام ومسلسلات حيث أن هذه الصورة الإعلامية لها التأثير الفعال حاليا داخل كل منزل ليس في مجتمعنا وحده ولكن في معظم مجتمعات العالم أجمع وخاصة في ظل العولمة الحالية والثورة الاتصالية والمعلوماتية والتي هي أيضا أحد أسباب قضايا الشباب هذه حيث أن الشباب أصبح يطلع على مجتمعات أخرى وثقافات مختلفة دون أن يكون لديه الوعي أو الإدراك حتى صار يقوم بالتقليد الأعمى دون أدنى تمييز منه لما يفيده أو يضره ولهذا قلنا أن نوجه ونرشد ونساعد الشباب في إدراك ما يناسبه وما لا يناسبه وليس المقصود هنا جميع الشباب لكن تلك الفئة التي أصبحت كبيرة ممن تسببوا في جميع القضايا يئن منها الجميع في مجتمعنا الآن من إدمان وإرهاب وبلطجة إلخ …………
وهذا لا يمنع أن هناك قضايا يحتاجون لمن يساعدهم في حلها والتي ليس لهم دخل فيها ولكنها أمر واقع بالنسبة لهم ألا وهي البطالة التي تحتاج إلى دعم وتوجيه من الجهات المختصة وهذا أيضا بخلاف تعاونهم مع هذه الجهات فلن يتم إنجاز أي شيء سوى بتضافر الجهود والتعاون وعدم إلقاء جميع اللوم والأسباب على عاتق جهة أو فئة معينة لا بل على الجميع أن يعمل ليتم إنجاز أكبر قدر من الإنجازات وعلاج هذه القضايا بموضوعية تامة ومن خلال تخطيط جيد فلن يتم تحقيق الهدف سوى من خلال التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة ومتابعة التنفيذ بالرقابة ليست رقابة البعض للبعض ولكن الرقابة الذاتية هي أهم رقابة لإنجاح وتنفيذ التخطيط في هذه الحالة بدقة متناهية لتحقيق الهدف وهو القضاء على جميع قضايا الشباب والحد منها على التوازي حتى نحصل على مجتمع خالي من الزواج العرفي أما ما نقرؤه في صحف أصبحت متخصصة بحوادث وقضايا الإجرام لكثرة الجرائم وأصبحت هواية البعض هي قراءة مثل هذه الصحف والمجلات التي تنشر يوميا جرائم يشيب لها الرأس فلكي نحد من ذلك ولكى تصبح لدينا أنواع جديدة من الصحف التي تنشر آخر الأبحاث العلمية مثلا أو اكبر عدد من المرتكبين مع احدث الابتكارات انو نشرات دورية علمية لنشر الوعي الأدبي والثقافي فى جميع العلوم الأدبية والعلمية والتى ترقى بالعقل البشرى وترتفع بمستواه للترفع عن الجريمة والإرهاب ولكن للرقى به بالدرجة التى تعمله على الإنتاج والابتكار وزيادة الدخل القومي والانتماء الاقتصادي 0
جميع هذه الأشياء هى الطريق لإنقاذ الشباب من قضاياه الهامة التى نراها الآن والتى يمكن أن تتحول إلى قضايا النمو الفكري والعلمي والاقتصادي للحصول على مجتمع راقى بشبابه ولكى يتحقق ذلك فلنا أن نبدأ بأنفسنا أي أن يبدأ كل فرد بنفسه أي مثل قطرات المطر التى تهطل من السحاب قطرة قطره لكي يتكون السيل الكبير الذى يصنع النهر العظيم فلماذا لا يبدأ كل فرد بدراسة ذاتية لما به من عيوب ومواج
جز ذلك فى اقصر زمن ممكن من خلال .
( ابدأ بنفسك ومن الآن ) 000