موضوع: تذكار القديس مار اسيا الحكيم الأحد أكتوبر 14, 2007 5:11 pm
حياة القديس مار اسيا الحكيم:
أبصر نور الوجود في مدينة فاريا في أواخر القرن الرابع الميلادي من أبوين فاضلين مشهورين بالتقوى والصلاح، وهما فنتيروس أحد أخوان الملك ثاودوسيوس الكبير، وجرجونيا ، وإذ لم يكن لهم ولد، اتفقا على مواصلة الابتهال إلى الله تعالى ليرزقهما طفلا" يرث ثروتهما الطائلة وكان لهما ما أرادا. وكان في طور سينا راهب اسمه مرقس تراءى له ملاك الرب قائلا": قم واذهب إلى فاريا وعمّد الطفل وسمّه اسيا (وهي لفظة سريانية تعني الطبيب) لأن الله اصطفاه ليصنع على يديه معجزات باهرة وأشفية متنوعة وارجع إلى صومعتك، فشخص الراهب مرقس مع الطفل وأبويه إلى هيكل مار يوحنا المعمدان وعمّد الطفل وسمّاه كقول الملاك: (اسيا) وعاد إلى قلايته ورجع الأبوان إلى وطنهما وربياه على سنن الفضيلة وقرأ العلوم وأنهى دروسه. أراد أبواه أن يزوّجاه ابنة حسيبة غنيّة تدعى (أرونيا) وهي ابنة والي البلد، بيد أنّ اسيا رغب في عبادة الرب عن طريق الزهد والعفاف وغادر دار أبويه وركب سفينة أبحرت به إلى ميناء فلسطين حيث تابع المسير إلى بيت المقدس في أورشليم. بعد أن زار القديس اسيا قبر المخلّص وكنيسة مهد المسيح وجبل الجلجلة وعليّة الأسرار وتبارك من سائر الأماكن المقدّسة، لبس الاسكيم الرهباني بعد خمسة أشهر وتوجّه إلى جبل سينا فوصل إلى دير يسكنه عشرة رهبان فاستقبلوه مسرورين، وبعد صلاة الستار انصرف كلّ إلى قلايته، أما قديسنا فقضى تلك الليلة ساهرا" يصلّي حتى الصباح ثمّ شاركهم صلاة الصباح، وألحّوا عليه بالمكوث معهم ، أما هو فذهب إلى بريّة قفراء في الجبل. تتلمذ القديس مار اسيا على يد القديس مار ديمط الشيخ الزاهد التي كانت الأسود تخدمه في منسكه، فروّض ما اسيا نفسه بالنسك والعبادة وشظف العيش، مثابرا" على الصلوات والأصوام مدّة عشر سنين حتّى وفاة القديس ديمط . زاد القديس اسيا في أعمال الفضيلة والكمال الإنجيلي حتّى ذاع صيته في تلك الأنحاء بعد أن انتصر على تجارب الشيطان الذي جرّبه فصبر على الجهاد مدّة خمس عشرة سنة حتى أنعم الله عليه بالطمأنينة والسكينة. وأعلن له أن يغادر مغارته ويتعاطى الطب الروحاني كما سبق الملاك وأعلن لوالديه. وبعد خمس وعشرين سنة على تنسكه خرج بدعوة إلهية للمناداة والتبشير بكلمة الله. لقد تلمذ القديس في حمص وحماه نحو ألف وخمسمائة نسمة، ردّهم من الوثنية إلى المسيحية وعمّدهم. وقد زار القديس أنطاكية ومكث فيها متفقّدا" أديارها واجتمع إليه رهبان وتلاميذ كثيرون وساروا سيرته الصالحة، كما شفى في أنطاكية فتاة بعد أن أخرج من فمها حيّة فاستأصل منها مكايد الشيطان، وفي قرية من أطراف أنطاكية أهلك وحشا" ضاريا" وأنقذ أهل الضيعة من دهائه، كل ذلك بفعل المواهب الإلهية التي خصّه الرب بها. ذاع خبر القديس في بلاد المشرق وبلغ مسمعي ثاودوسيوس الملك، فأوفد في طلبه ليشفي ابنته العليلة. وفي الطريق مرّ في مدينة نيقوميدية فشفى فيها عددا" من المرضى بعلل مختلفة، ثمّ استأنف السير إلى العاصمة وعندما دخل البلاط الملكي رحّب به الملك وابتهج برؤية الهيبة القدسية الواضحة على محيّاه، فاحتفى به مدّة عشرين يوما" فشفى القديس ابنته، وأوصاه بالتمسّك بالإيمان ومساعدة المحتاجين وعمل الخير. وعاد إلى أنطاكية بعد أن علّم الملك واللائذين به طقس الصلاة والصيام. بعد وصوله إلى أنطاكية بشهر واحد، أحسّ بدنو أجله ورحيله من العالم الفاني ، وفي فراش المرض وهو يحتضر استدعى تلاميذه وأوصاهم قائلا": (يا أولادي .هوذا أنا ماض، فاحفظوا أنفسكم من الخطايا والمعاصي وحافظوا على عهودكم لله ولا تميلوا عن الطريق التي علّمتكم إيّاها كي تؤهّلوا للملكوت المعدّ للأبرار والقديسين. فكل شيء في هذا العالم ظلّ ). ثمّ صلّى عن نفسه وعن العالم واستودع روحه بيد خالقها في اليوم الخامس عشر من تشرين الأول سنة 377 م ، ودفنه الرهبان وتلاميذه في ديره.
شفاعة القديس تكون معكن وتشفيكن
ماريان عضو نشيط
عدد الرسائل : 140 العمر : 35 العمل : طالبة تاريخ التسجيل : 04/09/2007
موضوع: رد: تذكار القديس مار اسيا الحكيم الإثنين أكتوبر 15, 2007 10:08 am
يتمجد اسم الرب يسوع في قديسيه الذين حملوا اسمه القدوس في أنحاء الأرض ونشروا رسالته السمحاء بروح المحبة والتواضع. بارك الله في تعبك يا أخت ربا شفاعة القديس العظيم مار أسيا تكون مع الجميع آمين.
gena عضو نشيط
عدد الرسائل : 402 العمر : 31 العمل : طالبة الهواية : المطالعة تاريخ التسجيل : 10/10/2007