موضوع: ألعاب الفيديو في لبنان... حروب ودماء الأربعاء أكتوبر 10, 2007 8:09 pm
المقاومة الظاهرية، ونقصد بالظاهرية المصطلح ألمعلوماتي، أو الـ (Virtuel) وهذه المقاومة هي لعبة إلكترونية جديدة تحمل اسم «القوة الخاصة ـ اثنان»، بطلها ليس "رامبو" أو "شوارسينجر" كما تعودنا حتى الآن، وموضوعها لا يتعلق بحروب أو معارك متخيلة، إنما بطلها استشهادي، على حد تعبير مصممي اللعبة، والموضوع هو معارك الصيف الماضي بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حزب الله اللبناني.
اللعبة كما أدركت، عزيزي القارئ، أصدرها حزب الله، وتسمح للاعب بالمشاركة في معارك وقعت بالفعل، على الأراضي اللبنانية قبل عام واحد، وهو يعيش بالتالي ما عاشه المقاتلون الحقيقيون. وينبغي على اللاعب أن يقطع ست مراحل، أو بالأحرى ينفذ ست مهام، وأولى هذه المهام هي اختطاف جنديين إسرائيليين على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وهي العملية التي أدت للهجوم الإسرائيلي على لبنان الصيف الماضي، ويتضمن الأمر بطبيعة الحال رصد الدورية الإسرائيلية وشن الهجوم وتدمير السيارات والحاجز الأمني لأسر الجنود الإسرائيليين. واللاعبون، أو بالأحرى المقاتلون سواء كانوا يتحركون كأفراد أو كمجموعات، فإن هناك مركزا لقيادة المقاومة يقوم بإرشادهم. ومهام أخرى مثل تدمير السفينة الإسرائيلية «ساير» أمام الساحل اللبناني، والعشرات من دبابات «ميركيفا»، وإطلاق الصواريخ على شمال الدولة العبرية، وكلها عمليات تمت بالفعل أثناء الحرب المذكورة . وإذا كانت هذه اللعبة هي الإصدارة الثانية لأنه توجد لعبة أخرى اسمها «القوة الخاصة واحد»، تم إطلاقها عام ألفين وواحد وتتعلق بعمليات مقاتلي حزب الله في الجنوب اللبناني.
لماذا نتحدث عن هذه اللعبة ؟ لأنها لا تختلف كثيرا، من حيث الشكل أو المضمون عن ألعاب فيديو الحرب وعمليات الكوماندوس الأمريكية والإسرائيلية وغيرها، والتي أفرد المحللون دراسات طويلة للحديث عن أضرارها في تربية الأطفال على ثقافة العنف، حتى أن الكثيرين من هؤلاء المحللين يعتبرون أنها أحد الأسباب وراء قيام مراهقين أمريكيين، على سبيل المثال، بفتح النيران على زملائهم في المدارس ، وقتل العشرات منهم. هناك بالتالي تشابه كبير، إن لم نقل تطابق، في الأدوات والمنهج ونشر عقلية وثقافة العنف عبر الكومبيوتر وألعاب الفيديو، يقوم بها مصممو الألعاب في العالم انسياقا وراء أفلام سينما المغامرات التي تجذب المراهقين، ولهدف أساسي ... تحقيق الأرباح المادية. أما في حال اللعبة التي نتحدث عنها، فإن الهدف المعلن كما يقول «علي أحمد» أحد مصمصي اللعبة هو حث اللاعبين على التفكير لأن القتال مع العدو يتطلب التحضير والتكتيك وليس فقط السلاح، على حد تعبيره، والمقصود بالتفكير ، هنا هو التفكير في الحرب والقتال. واللعبة ستطرح قريبا باللغة الفرنسية والإنجليزية، ولن يتجاوز ثمنها العشرة دولارات، لأن الهدف ليس الربح كما يقول «علي أحمد»، أي أن الهدف تربوي، ولكن أي تربية ؟
ونتابع مع عالم ألعاب الفيديو اللبنانية، ذلك إن الأمر لا يقتصر على لعبة واحدة أصدرها حزب الله، بل أن فريقا برمجيا من شباب جنوب لبنان يقوم بالعمل على إنتاج لعبة مشابهة ثلاثية الأبعاد، بل وأكبر حجما، تحمل اسم «الوعد الصادق»، تحدث عنها «حسن أيوب» المسئول عن الفريق في رسالة إلى صحيفة السفير، يبحث فيها عن تمويل لمواصلة عمل فريقه على هذه اللعبة التي تتضمن، كما هو حال اللعبة الأولى كافة عمليات حرب الصيف الماضي، ولكن الإضافة إلى ذلك هنا الجزء الأول الذي يتضمن كافة عمليات حزب الله منذ عام اثنين وثمانين وحتى العام الماضي، ولكن الفريق البرمجي الجنوبي ، يعاني من نقص في التمويل.
على كل فإن لعبة الفيديو التي تثير ضجة حقيقية في لبنان هذه الأيام، حتى أن الأمر وصل إلى المستوى القضائي، هذه اللعبة تختلف تماما، ذلك إنها تتألف من مهمة واحدة، الهجوم على سراي الحكومة اللبنانية، أو مقر الحكومة اللبنانية وتحريره، على حد تعبير مصمم اللعبة والذي يعلن أنه من المعارضين للحكومة. ثلاث مراحل منفصلة في هذه اللعبة، ينبغي على اللاعب في أولها حراسة مدخل السراي ومنع أي كائن من الدخول وذلك بعد الاشتباك مع قوى الأمن التي كانت تتولى حراسته، وبالتالي يتمكن من الدخول وتنتهي المرحلة عند اكتشافه، وفقا للعبة، مراكز للتدريب على السلاح في الطابق السفلي. عمليا ومع المرحلة الثانية، يبدأ ما تصفه مقدمة اللعبة بتحرير السرايا المحتل من قبل عصابة الرابع عشر من آذار، وتشتعل المعارك بالتالي في الطابق السفلي، ليظهر في اللعبة أن أنفاق التدريب العسكري توصل إلى السفارة الأمريكية، وينبغي على اللاعب قتل المتدربين في هذه الأنفاق، حيث توجد صور لمراقبي التدريب كما تقول اللعبة، قائد القوات اللبنانية «سمير جعجع» والزعيم الدرزي «وليد جنبلاط» وزعيم تيار المستقبل «سعد الحريري» ورئيس الحكومة «فؤاد السنيورة» أخيرا وفي المرحلة الثالثة، يجب على اللاعب اقتحام القاعات الأساسية، وتصفية الخونة واللصوص، كما تقول اللعبة، بما يتضمنه ذلك من ملاحقة الوزراء في هذه القاعات وقتلهم، ليصبح النصر من نصيب اللاعب.
لعبة غريبة من نوعها، أثار اكتشافها ردود فعل أبرزها الشكوى القضائية التي تقدم بها وزير الإعلام «غازي العريضي»، وجهات التحقيق بدأت في العمل، وعندما زرنا مدونة «زياد الحاج» مصمم اللعبة ـ ويبدو أن الاسم مستعار ـ لاحظنا أنها خالية تماما، ولم تعد اللعبة متواجدة لتحميلها. وبصرف النظر عن كل هذه التفاصيل، يبدو أن الأزمة والصراع السياسي الذي يشهده لبنان حاليا، يدور أيضا في عالم ألعاب الفيديو، أي مجال تسلية، والأخطر من ذلك، مجال تربية الأطفال، وبصرف النظر عن تقييمكم لمستوى الصراع السياسي، فإن مستوى الصراع الإلكتروني كما نرى، غارق في الدماء والعنف، وأغلب جمهوره من الأطفال والمراهقين.
كبرئيل المدير العام
عدد الرسائل : 949 الموقع : https://gggbbbggg.ahlamontada.com العمل : طالب الهواية : كرة السلة والأنترنيت تاريخ التسجيل : 30/08/2007
موضوع: رد: ألعاب الفيديو في لبنان... حروب ودماء الخميس أكتوبر 11, 2007 1:22 am
موضوع محزن للغاية أخي ماتيوس فما ذنب هؤلاء الأطفال في هذا
أم هو تكتيك جديد لجعل الأطفال يتعلمون حمل السلاح واستخدامه والتعود على جو الحرب لكن رغم هذا نرجع ونقول كويس اكتفوا بألعاب الفيديو لأنو الصراحة شي الي عم بيمر بلبنان حالياً شي مو طبيعي بدأً من الحرب وحتى تصل إلى الأغتيالات المتواصلة الي عم تحصل بقى نشكر الله أنو مو يعلمون عل السلاح وعل حرب عل حقيقة وعل واقع ومشكور كتير أخ ماتيوس عل نقل هل خبر ..... لنا
حسون عضو نشيط جداً
عدد الرسائل : 275 العمر : 33 العمل : النت تاريخ التسجيل : 05/09/2007
موضوع: رد: ألعاب الفيديو في لبنان... حروب ودماء الإثنين أكتوبر 15, 2007 10:01 am
أخوتي الأعزاء: كبرئيل، حسون، ربا، باسل، ماريان شكراً لكم جميعاً بصراحة الموضوع محزن من حيث المضمون والنتيجة المستقبلية، صحيح أن الموضوع لا يتجاوز كونه لعبة إلا أنه وكما تعرفون الألعاب بالنسبة للأطفال تشكل الأساس بالنسبة لشباب المستقبل وهذا هو المخيف في الأمر أن يتحول الأطفال إلى العنف في المستقبل، ونكون بذلك قد خلقنا جيلاً إرهابياً عنيفاً بـ (لعبة بسيطة).
gena عضو نشيط
عدد الرسائل : 402 العمر : 31 العمل : طالبة الهواية : المطالعة تاريخ التسجيل : 10/10/2007