تنتشر حالياً في سوريا رسائل على الجوال تقول كلماتها "رزقك الله قوة الزعيم، وشجاعة أبي شهاب، وتوبة الإدعشري، وصبر أبي حاتم، وأبعد عنك أمثال أبي النار وأبي ساطور وفريال، وضلل عنك أشباه صطيف، وأنا وأهل الحارة كلنا نقول لك كل عام وأنت بخير".
ومن خلال هذا الدعاء يظهر التأثر الواضح بشخصيات مسلسل باب الحارة، فالشخصيات المذكورة كلها تظهر خلال العمل الفني، وتنوعت علاقة الجمهور بها بين معجب بشخصيات مثل الزعيم، أبو شهاب، الإدعشري، وبين كاره لفريال وأبو النار.
ونجح مسلسل باب الحارة للعام الثاني على التوالي في نيل استحسان الجمهور، بل إنه أعاد للدراما التلفزيونية العربية ظاهرة افتقدها لفترة، فالعواصم العربية مثل سوريا والقاهرة تشهد حالة من الهدوء وقت عرض المسلسل، حتى إن جملة "أقابلك بعد باب الحارة" أصبحت مألوفة في المدينتين.
وفي فلسطين فإن بعض المواطنين لم يخجلوا من مطالبة إمام أحد المساجد باختصار وقت صلاة العشاء والتراويح حتى يتمكنوا من متابعة أحداث المسلسل.
وأشارت تقارير شركات الإحصاء التلفزيوني إلى احتلال "باب الحارة 2" المركز الأول في قائمة أكثر المسلسلات مشاهدة في الوطن العربي خلال شهر رمضان الجاري، فيما يحتل العمل الدرامي السوري المركز الثالث في منطقة الخليج، خلف كل من "طاش ما طاش 15" و"بيني وبينك" .
واهتم نقاد الدراما بالبحث في أسباب نجاح المسلسل، فيما اعتبره البعض حقق هذا النجاح بسبب اعتماده على السرد والعلاقات المتشابكة وانتماءه لما يطلق عليه "دراما الأجيال"، وهو السر في نجاح مسلسلات أخرى قديمة مثل "ليالي الحلمية"، و"زيزنيا".
إلا أن البعض الآخر اعتبر هذا النجاح يعود إلى كلاسيكية الأحداث، وانتمائها إلى فلكلور شعبي لم يقدم في غيره من المسلسلات.
يذكر أن إدارة mbc قررت، وبعد هذا النجاح للجزأين الأول والثاني، أن تعرض في رمضان القادم جزءا ثالثاً من المسلسل، ليصبح المسلسل هو الثلاثية السورية الأولى، وليعيد دراما الأجزاء مرة أخرى إلى الشاشة العربية.